خلال نصف قرن.. «واشنطن بوست»: اختفاء 73% من الحيوانات البرية يهدد حق الإنسان في بيئة صحية
خلال نصف قرن.. «واشنطن بوست»: اختفاء 73% من الحيوانات البرية يهدد حق الإنسان في بيئة صحية
أشارت دراسة علمية حديثة إلى انخفاض أعداد الحيوانات البرية على الأرض بمعدل بلغ 73% في نصف القرن الماضي، وفقًا لتحليل أصدره الصندوق العالمي للحياة البرية يوم الأربعاء.
ووفقا لصحيفة "واشنطن بوست"، يتتبع الصندوق العالمي للحياة البرية وجمعية علم الحيوان في لندن 5495 نوعًا من البرمائيات والطيور والأسماك والثدييات والزواحف في جميع أنحاء العالم من خلال مؤشر الكوكب الحي، وتُظهر قاعدة البيانات مدى تقليص النشاط البشري لها.
انخفاض أعداد الحيوانات
انخفضت أعداد الحيوانات في المياه العذبة بمعدل 85%، وفقًا لتقرير الكوكب الحي الجديد، بينما انخفضت أعداد الحيوانات الأرضية بنسبة 69% وأعداد الحيوانات البحرية بنسبة 56% في العقود الخمسة بين عامي 1970 و2020.
وقالت كبيرة العلماء في الصندوق العالمي للطبيعة، ريبيكا شو، عن نتائج التقرير: "هذا يشير حقًا إلى أن نسيج الطبيعة يتفكك"، وأضافت شو أن الانحدار العالمي لأعداد هذه الحيوانات من المرجح أن يكون له آثار متتالية.
صحة النظام البيئي
وتابعت: "أعداد الفقاريات تدعم صحة النظام البيئي والخدمات التي نحصل عليها من النظم البيئية مثل المناخ المستقر والمياه الوفيرة والنظيفة والتربة الصحية لزراعة الغذاء ومصايد الأسماك الإنتاجية التي تزود الناس بالبروتين.. إذا كان لديك هذا النوع من الانحدار في أعداد الفقاريات في جميع أنحاء العالم فستواجه مشكلات في دعم واستدامة صحة الإنسان ورفاهه بمرور الوقت".
وقالت شو إن الأفراد يمكنهم أيضًا المساعدة في إحداث فرق في اختياراتهم الغذائية، وخاصة في ما يتعلق بإهدار الطعام وتناول كميات أقل من البروتين الحيواني، لأن زراعة النباتات تستخدم مساحة أقل من الأرض.
وأكدت أنه "حان الوقت للعمل الآن، ويجب أن يكون عملاً كبيرًا ومتضافرًا ومركّزًا على المناخ والطبيعة من أجل عكس الاتجاهات".
إنقاذ الطبيعة
ودعا التقرير إلى التركيز المتجدد على الأهداف الدولية القائمة وتمويلها، مثل الحفاظ على وحماية 30% من الأراضي والمحيطات والمناطق الساحلية والمياه الداخلية بحلول عام 2030.
وأكد أن الأفراد والحكومات يجب أن يتحملوا المسؤولية عن كيفية لعب أفعالهم دورًا في ما إذا كان بإمكاننا إنقاذ الطبيعة.
وأشار التقرير إلى أنه في حين سجلت أوروبا وآسيا الوسطى أدنى معدل لانخفاض أعداد الحيوانات البرية، فإن هذه المناطق تعتمد على الواردات من أجزاء أكثر ثراءً بالطبيعة في العالم ولديها أعلى "بصمة بيئية للاستهلاك".
ووفقا للتقرير، كانت أسوأ الانخفاضات في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، بمتوسط انخفاض بلغ 95%، تليها إفريقيا بنسبة 76%، وآسيا والمحيط الهادئ بنسبة 60%، لكنه قال إن هذا يرجع جزئيًا على الأقل إلى أن الأشخاص الذين يعيشون في أوروبا وآسيا الوسطى وأمريكا الشمالية -حيث انخفضت أعداد الحيوانات بأكثر من الثلث- كانوا قد قضوا بالفعل على الطبيعة على نطاق واسع بحلول عام 1970.
وقال أستاذ علم البيئة والحفاظ على الحياة البرية في جامعة ديكين في ملبورن بأستراليا، إيوان ريتشي، لصحيفة “واشنطن بوست”، إن العمل في مجال الحفاظ على الطبيعة ينطوي على "تجربة الصدمة على أساس يومي"، وقارن ذلك برد فعل عاشق الفن إذا اختفت ثلاثة أرباع محتويات متحف اللوفر.
وأضاف: "إن تدمير الموائل وفقدانها -والذي يرجع في المقام الأول إلى إنتاج الغذاء البشري، بما في ذلك إزالة الغابات المطيرة لإفساح المجال لمزارع الماشية- يحتل المرتبة الأولى في أسباب انخفاض عدد الحيوانات".
ويشير التقرير إلى أن نحو 40% من جميع الأراضي الصالحة للسكن على الأرض تُستخدم لإنتاج الغذاء.